In In Arabic - بالعربي

أحمد علام ـ

المنتخب السنغالي الذى كان يلعب المباراة مع منتخبنا كان به 3 لاعبين مسيحيين، رغم أن مسيحيي السنغال تقريبا 3% من عدد سكانها مسلمى الأغلبية ، ورغم أن مسيحيين مصر يقاربون ال15% لا يوجد لاعب واحد منهم بمنتخب بلدهم وهذا لان الرياضيين السنغاليين يهمهم كفاءة اللاعب فقط.

ورغم أن بعضا من أصدقائي يرون الأمر ليس به شبهة طائفية خصوصا مع اتجاه الدولة لتذويب تلك الفوارق والسلوكيات المترسبة ، فمثلا نجح نظام السيسى فى ايصال نسبة ممثلى المسيحيين بمجلسى الشعب والشورى لما يقارب 20 % من العدد النهائي للنواب بعد ان كان مبارك يعين نائبين فقط.

إلا أننى أرى أن الجيل المهيمن على الرياضة حاليا معظمه نشأ فى ظل الصحوة الوهابية التى لا تقبل تنوعا ولا تتصالح مع مختلف ولا تساوى بين الناس فى نظرتها لهم لاعتبارات دينية، وعلى يد دعاتها وأهمهم المحلاوى وكشك والشعراوى.

وهو ملمح مهم جدا من ضمن ملامح تشكيلة إدارة المؤسسات الرياضية بوضعها الحالى السئ، والتى اعترف كثيرين منها أن العامل الدينى كان مهما فى اختيار اللاعبين للمنتخب والفرق الكبري، بل والبعد الدينى صعودا وهبوطا بين أبناء نفس الدين، وكلنا تابعنا ما فعله رئيس الزمالك مع سيدة وزوجها لأن شعرها أحمر !! وجميعهم يمارسون دور المشايخ بأنديتهم وفرقهم، وبنفس الوقت يتعاقدون مع مدربين او لاعبين مسيحيين او ملحدين من خارج مصر.

فحينما يصل الأمر بمسئول عن نادى من اكبر اندية الدولة أن يطرد سيدة من النادى بسبب لون شعرها وارتدائها تيشيرت ويسخر من شكل ثدييها ثم يسحب كارنيه زوجها لما اعترض ويصفه بالديوث، أعتقد ان الخطوة القادمة له هى إستخدام اليد والعنف البدنى بعد اللفظي ، ثم إجبار الأعضاء على لبس معين وعلى التدين كما يريد الشيخ مرتضى منصور. فما قام به مرتضى منصور هو تفعيل فكرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وفيه ازدراء لمواطنين بسبب شكلهم ودينهم وفكرهم ويستدعى رد فعل حاسم وسريع.

فما فعله الشيخ الولى مرتضى منصور لم يستطع فعله أعتى السلفيين، فعقب فوز الإخوان والسلفيين فى برلمان 2012 ذهب وفد منهم للأوبرا وطالبوا د، إيناس عبد الدايم بارتداء ملابس بعينها ورفضت هى وكل فريق العمل، واليوم وفى ظل دولة جديدة كما أطلقها الرئيس، يقوم مرتضى بالحجر على الناس وتصنيفهم وتحقيرهم.

ثم ماذا يعنينا فى صلاة الشيخ مرتضى لتنشر علينا عشرات من صوره وهو يصلى ؟!! الحقيقة أن هذا التدين الشكلي لم يحمي مجتمعنا من الفساد الأخلاقي ولا من الإنحطاط السلوكى والتخلف والتطرف ففقدنا بوصلة القيم المجتمعية كاحترام الآخر وتقبل المختلف وصار المجتمع يعتبر الغش فهلوة والرشوة ذكاء والعنصرية تفوق والكراهية إيمان والتحايل على العمل استقامة.

وكل هذا حله الوحيد هو إعتبار الكفاءة فقط معيارا للإختيار وليس البعد الدينى أو حتى الأخلاقى الخاص بكل فرد ،، على المستوى العقل الجمعى الذى يحتاج مواجهة فكرية فعلية لان خطوات الحكومة الرسمية فى وادى ،، والعقل السلفى العام فى وادى ،، وبالجمهورية الجديدة التى اطلقها رئيسنا ،، لا يليق بنا ان نخبئ مشاكلنا بل نعرضها فتشخيص المرض هو اهم خطوة نحو العلاج

https://www.facebook.com/ahmed.allaam.758
Recent Posts

Leave a Comment