In In Arabic - بالعربي

سلوى فاروق – المقال ـ

من البداية لا بد أن نعرف معنى مصطلح –فوبيا- , الفوبيا هى الخوف المرضي من شئ دون أن يكون هذا الشئ فيه خطورة على الإنسان ,مثل الخوف من الأماكن المرتفعة رغم أنها أمنه أو الخوف من حيوانات أليفة ,أما الخوف أن يخاف الإنسان من كلب مسعور مثلا متوقع أن يهاجمه هذا خوف طبيعي وليس فوبيا , الخوف دافع من دوافع الإنسان مهم لكي ينقذ الإنسان نفسه عند الاستشعار بالخطر فيجري أو يستنجد بأحدهم أو يدافع عن نفسه بأي طريقة .

أما الخوف من القتل باسم الدين, الخوف من جماعات تمارس السبي ,الخوف من جماعة تروع الناس ويهتدون من لم يؤمن بما يؤمنون به ليس هذا الخوف هو الخوف المرضي إنه خوف طبيعي خلقنا الله به .

إن مصطلح إسلاموفوبيا هو مصطلح يكتم صوت ضمائرنا ,

فبدلا أن نواجه أخطائنا ونصححها نلوم الأخرين على خوفهم مننا .

نحن الذين كفرنا مثقفينا ولم نكفر داعش. نحن من نخرج مظاهرات من أجل كاريكاتير ولم تحدث مظاهره واحدة من أجل التنديد بالحرق والتشريد وقتل وسبى وتدمير. نحن لا نرى فينا خطأ لنصوبه.

لا أنكر مشروعية غضب العالم الإسلامي من اقتران الإسلام بالإرهاب, ولكن هل الحل أن ندعي أن الأخر هو من يكرهنا وهو من يعاني إسلاموفوبيا ونغض البصر عن مشاكل المتطرفين المسلمين , فلو غضينا نحن بصرنا فلما يفعل ذلك الغرب!

فهم ليسوا عندهم حساسيات فى المواجهة مع الحقيقة مثلنا، إن سبب اقتران الإسلام بالإرهاب ليس بسبب كارهي الإسلام ولا الحرب ضد الإسلام بل هم المتطرفين الإسلاميين هذه هي الحقيقة سواء اعترفنا بها أم لم نعترف. فقط عدم اعترافنا سيؤجل الحل .

إسلامو مظلومية ,

وقت اشتداد الأزمة يختلف الناس فى الزوايا التى ينظرون بها. أزمتنا الآن هى الإرهاب، فهناك من ينكره تماما . وهناك من يتعاطف معه بحجة أن المجتمع جاهلي وهم يريدون تطبيق الشريعة , وهناك من يرى الإرهاب فعلا ولا ينكره ولكن يرى إنه صنيعة الأخر ؛أخر يتحمل عنا المسؤلية ويرحمنا من مواجهة أنفسنا ونسأل ماذا ندرس وما الذى نحشره فى عقول الناس وما الذى نقوله فى خطابنا الديني وو , أما المنظور الأخير هم من ينظر للأزمة من منظور نقد الذات. نحن للأسف لا نرى إلا من وجهة نظر المظلومية والمفعول به ونحن لا حول ولا قوة حتى تخلفنا نضعه على عاتق الأخر بإسم الإحتلال وكأن لم يحتل أخر من قبل ومن بعد .

فكره المظلومية هى فكرة أصيله من أساسيات فكر الإخوان ,

هم يتحرشون بالمجتمع وحرياته وبنسائه وبالأخر ويرفعون سلاح على الدولة وعند مواجهه الدولة لهم شعار حالهم يقول ( أتقتلون رجلا يقول ربى الله ). فقط الدولة تقف ضدهم لأنهم يؤمنون بالله ـ هذا ما يزعمونه. منذ صغري أسمع أن فلان قبض عليه لأنه يصلي الفجر حاضر. يا لها من تهمة مقنعة. طبعا أدركت فيما بعد أن هذا الفلان كان ينشر أفكار متطرفة أو يحرض على جريمة فى الجامع أو منضم لجماعة إرهابية, كل هذا يلغي ويبقى أن المشكلة إنه مؤمن تقي ورع والدولة لا تريد مؤمنين تقيين ورعيين , هذه العقلية مازالت تحكم بعد أن سقط الإخوان فالشعب الذى ثار عليهم هو هو نفس الشعب الذى يخيل عليه هذا الخلل فهو أسير فخ المظلومية التي نسجها حوله من ثار ضدهم .

من أشهر مظلوميات الإخوان كتاب زينب الغزالي ( أيام من حياتي) وهو كتاب تروي فيه الكاتبة الإخوانية قصه تعذيبها كما تدعى فى فترة جمال عبد الناصر, طبعا كل التعذيب والسجن لأنها امرأة مؤمنة تعتقل فى سبيل الله ودولة القرآن، وليس لأنها من أبرز قادة التنظيم الإخواني الذى حاول اغتيال جمال عبد الناصر وهى من كانت توزع ما يكتبه سيد قطب من تكفير المجتمع من سجنه. أخذت زينب الغزالي أهميتها الوحيدة من مظلوميتها .

والشيخ كشك, الشيخ الذى كان متخصص في شتم الفنانين. على ما أتذكر أن الجملة الفعلية مكونه من فعل وفاعل ومفعول به, أما مع الشيخ كشك أصبحت الجملة الفعلية مكونه من فعل وفاعل وما بينهما سب وقذف. هذا الشيخ الذى تم سجنه فى عهد الرئيس السادات (وأنا لا أعلم لما لم يتم سجنه من قبل!) تم نسج حوله ايضا المظلومية ولقب بفارس المنابر وسجنه مجرد حرب على الإسلام وكأن السادات الذى سجنه بوذي مثلا .

سيد قطب الإرهابي تم اعدامه ليس لأنه إرهابى ولكن لأنه بيدافع عن الإسلام هكذا يتم فهم وترويج الأحداث. وحسن البنا هو الشهيد. وهكذا لا يرون الكوارث التى تحدث من جماعتهم ولكنهم يرون فقط رد فعل الدولة لمواجهتهم. فهكذا نرى أن تفكير الإخوان هو تفكير عنكبوتي يتغذي على فكره المظلومية وهذه المظلومية تكون حامية لهم أمام أتباعهم فى حال فشلهم . وقادره على حصار العقل وتحصينه ضد النقد الذاتي . والشعور بالبطولة لان من داخل عقل العائش فى هذا الدور إنه مظلوم دوما وبالتالي الأخر حاقد وظالم دوما, فليس يوجد أي فرصة للتوقف والتفكير الغير مشحون بالعواطف.

ما ورده عن أمثله تخص الإخوان لا يعنيهم ولكن يعنيني أن أوضح أن نسيج تفكيرهم مازال مسيطر علينا، نحن واجهناهم عسكريا وهزمناهم عسكريا ولكن مازالت السيطرة الثقافية علينا منهم تؤدى ثمارها .

عندما أشرت الى عدة وجهات نظر ينظر اليها المجتمع عن الوقوع فى أزمة وأزمتنا المقصودة هى الإرهاب فأشرت أننا لا نلوم أنفسنا ولكننا نلوم الأخر، هذا راجع إلى إرث إخواني ضلل على افكارنا ,منعنا أن نرى الحقيقهة فمازلنا نرى من خلال شبكتهم التى نسجوها على عقلنا من زاوية المظلومية. فنرى الشيخ الطيب يزهو بأننا إحتلينا إسبانيا ولم ير أى إزدواجية حين أدان الإحتلال الإسرائيلي، فنحن لا نرى ما نفعله ولكن غيرنا يفعل ما فعلناه من قبل هو فقط الظالم . نراه يلوم الغرب لرسوم كاريكاتورية ويستشعر بالظلم والاضطهاد على الرغم أن هذه الجريدة تسخر من جميع المقدسات وليست من المسلمين فقط، ولكننا نشعر بالظلم ولا نشعر بما نظلم به غيرنا عندما ندرس أكل لحم الأسير ونقسم العالم إلى دار الحرب ودار السلام .

للخروج من مأزق إتهام المسلمين بالإرهاب الحل ليس بادعاء المظلومية ولا لوم الأخر عندما يخاف مننا ان ما بين ادعاء إسلاموفوبيا وطريق إسلامومظلومية طريق ثالث وهو نقد الذات وتحمل مسئولية ما انتجناه بأيدينا.

Recent Posts

Leave a Comment