In In Arabic - بالعربي

شريف رسمي ـ

قبل ان أبارك للشيخ الدكتور نظير محمد محمد عياد، الشهير بنظير عياد، بتوليه منصب مفتي ديار مصر، أريد أن اسأل وأتساءل واستكشف بعض النقاط الهامة جدا لأنها ستؤثر تأثير مباشر على أقباط مصر وطريقة تعامل إخوتهم المسلمين معهم خلال الأربع سنين القادمة، وهي مدة التعيين. وهذا لا يعتبر تدخل مني في الشأن الاسلامي لا من قريب ولا من بعيد، لأن مناصب شيخ الازهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف تتصل اتصال مباشر بكل أطياف المجتمع المصري وبالسلم والأمن الاجتماعي ..

بداية أريد أن أوضح لماذا أحب الأقباط المفتي السابق الدكتور شوقي علام ذلك العالم الجليل، لأنه باختصار كان مثال رائع للمحبة والتقريب بين جناحي مصر، فلم يجرحنا يوما بكلمة أو فتوي أو تكفير، بل إني كثيرا ما سمعته يتكلم عن حكم تهنئة المسيحيين وحكم بناء الكنائس بمنتهي الحيادية والتجرد (…). ما أعظمه رجل دين وعالم جليل وبالتأكيد حبنا كأقباط له جعله مكروه من الـ٧٠% على الأقل من المتطرفين

نعود للشيخ نظير عياد المفتي الجديد ـ المرشح من شيخ الازهر شخصيا. وقبل الحكم عليه كان لا بد أقرأ سيرته وأعرف فكره عن طريق مؤلفاته فوجدته رجل ملء العين والبصر بمؤلفات اسلامية قوية، لكن ما لفت انتباهي كتابه الذي نشره سنة ٢٠١٦ واسمه “مشكلات العقيدة النصرانية” ـ وبصراحة اسم الكتاب شدني لكي أتعرف على فكر الشيخ نظير تجاهنا كمسيحيين، وسهرت للصبح أقرأ الكتاب حرف حرف، وكانت صدمتي كالصاعقة ..

كتاب من ١٣٠ صفحة يحوي قنابل موقوتة ضد المسيحية والمسيحيين مما أرعبني على مستقبل مصر خلال الفترة القادمة على الأقل لأربع سنين. والغريبة انه استشهد بـ، بل استقطع اجزاء من، مؤلفات أشد الناس تعصبا ضد المسيحية وجعلها مراجع لكتابه. حتى مجرد قراءة اسمائها تفضح تطرف كاتبيها مثل كتاب “تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب” لعبد الله الترجماني، و “العقائد النصرانية في الميزان” لدكتور محمود السيد، و “البيان في عقيدة النصارى من تحريف وبهتان” لخطاب المصري، وكتاب “الصحيح” لابن تيمية، وكتاب “العقائد الوثنية في الديانة النصرانية” لمحمد الطاهر، وغيرها.

والاغرب أنه استشهد بالكتاب المقدس وتفاسيره وكثير من المؤلفات المسيحية، وفسرها بطريقة لا تمت للمسيحية الحقيقية بصلة ووظفها لخدمة الفكرة الرئيسية لكتابه وهي هدم العقيدة المسيحية من جذورها. فنجد سماحة الشيخ في ص٥ يقول إن أتباع المسيحية حرفوها وانحرفوا بها وابتعدوا عن الوحدانية، وشرح الأقانيم شرحا لا يمت للحقيقة بصلة. وفي ص٨ يتهم المسيحيين بالتحول من التوحيد الي الشرك وفي ص٩ يقول إن «عيسى عليه السلام» بريئ من هذه العقيدة الباطلة، وفي ص١٧ يصف عقائد المسيحيين بأنها منحرفة، وفي ص١٩ يتهم المسيحيين بتحريف «إنجيل عيسي» بأناجيل اخري، وفي ص٣٢ يصف المسيحية بالديانة الوثنية، وفي ص٥٢ يستشهد برجل دين مسيحي «هداه الله الي الإسلام» ويصفه بالعالم الجليل، ولكنه لم يكتب لنا اسمه في مغالطة علمية رهيبة! يقول هذا المسيحي السابق المجهول إن العقيدة المسيحية تأثرت بالوثنية الرومانية و الفلسفة اليونانية. وفي ص٦٠ يعود ليصف المسيحية بالوثنية ويتهم المسيحيين بالشرك، وفي ص٦٥ يصف بولس الرسول بالنفاق والخداع والمكر والدهاء ويشبهه بمسيلمة الكذاب. وفي ص٦٦ يقول إن المسيحية انتشرت بالقوة والسيف بعد مجمع نيقية، وفي ص٨٣ يصف العقيدة المسيحية بالفساد والكذب، وفي ص٨٥ يصف رسائل يوحنا بتفكك المعني وركاكة الأسلوب، وأنها محرفة. وفي ص١٠١ يؤكد على بطلان المسيحية عقلا ونقلا. وفي ص ١٠٢ يصف المسيحيين بالتخبط والتناقض والتضارب في العقيدة وأنهم بلا عقل. وفي كل صفحات الكتاب تبني وجهة نظر البدع والهرطقات التي واجهت المسيحية من عصورها الاولي وحتي اليوم وأكد علي صحتها !!

يا سيادة مفتي الجمهورية إن كان هذا رأيك الشخصي فأنت حر فيه، (وينطبق عليك رأي المفتي السابق ان ٧٠% من فتاوي المتطرفين ترانا كأقباط مثلما ترانا أنت تماما)، لكنك شخصية دينية عامة ينظر لها كل مسلمي العالم كقدوة يقتدي بها فيا ريت إنك قلت علي المسيحيين كفار كما قالها شيخ الأزهر ورجع فشرح أن الكفار هم كل من لا يؤمنون بالإسلام أو بعضا منه، لكنك وصفتنا كثيرا في كتابك بالمشركين. وإن كان القليلون يرون أن الكافر هو المشرك، لكن الغالبية تري أن المشرك هو من يعبد غير الله ويستوجب قتله ويستشهدون بصورة التوبة “فإذا انسلخت الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم ……”

كتابك أرعبني، ولو كان هذا هو فكرك فننتظر كوارث في الفترة القادمة، أم أن فكرك مختلف وأنا الذي فهمت خطأ .. وجب عليك التوضيح لأقباط مصر لأننا في مرحلة فارقة والبلد علي حديد ساخن يكفيها ما فيها من احتقان

 واللهم بلغت واللهم فاشهد

____________________

https://www.facebook.com/sherif.rasmy (مع تنقيحات لغوية بسيطة)

Recent Posts

Leave a Comment