In In Arabic - بالعربي

وطني ـ

جرجس بارومي: صرخة مظلوم خلف القضبان دفع ثمنا لجريمة لم يرتكبها وصار كبش فداء لمن ظلموه

بصوت يمتلئ بالشيخوخة وأنفاس تختنق ودموع لا تتوقف تصرخ والدة جرجس بارومى، وهى تطلق نداء لم ينقطع لأكثر من ١٣ عاما للإفراج عن ابنها ”سجين الظلم” ، الذى يقضى عقوبة ١٥ عاما مشددا بعد أن تم دفعه كبش فداء للأحداث التي وقعت بفرشوط عام ٢٠٠٩ .

خرج ملف جرجس بارومي للمرة الرابعة لنظر موقف الإفراج عنه ضمن ملفات السجناء الذين يفرج عنهم كل عام، وتحمل أسرته الآمال أن يعود الملف هذه المرة بخبر العفو عنه. ورغم أن عقوبته سوف تنتهي طبيعيا العام المقبل، لكن والدته المريضة مازالت تصلى لكي تحتضن ابنها قبل أن تفارق الحياة، بعد أن رحل والده العاجز قبل عامين دون رؤية ابنه الذي كان ينتظره ليحتضنه، لتعيش والدة جرجس بعده وحيدة، وكل أمنيتها أن تلتقى ابنها وتعيش معه أيامها القليلة الباقية، بعد أن حرمت منه لأكثر من ١٣ عاما.

ناشدت والدة جرجس بارومى في تصريحاتها مع وطني السيد الرئيس التدخل للإفراج عن ابنها وان ينظر بعين الاب لها ولمأساتها، بعد رحيل زوجها وكانت أمنيته لقاء ابنه المحبوس ظلما، وكيف أنها تعيش في ألم وحزن وهي تشعر بالخوف أن يداهمها الموت قبل رؤية ابنها.

وصرخت الأم أن ملف ابنها الان خرج للمرة الرابعة، وأنها تأمل أن يتم الموافقة بالإفراج عن ابنها بعد أن تم الرفض ثلاثة مرات من قبل، وتابعت قائلا «نفسى اشوف ابنى واحضنه، جرجس غلبان ومظلوم والله يسامح كل واحد ظلمه، وجرجس ماعملش حاجة، كفاية عليه العمر اللي راح وهو بيقضي السنة ١٢ شهر مش ٦ شهور، هو تعب وارحموه كفاية» .

جرجس بارومي الذي قضي أكثر من ١٣ سنة من عمره خلف القضبان مظلوما ويصرخ الي الجميع،
هو من أسرة فقيرة وكان يعمل كبائع متجول من قرية الكوم الأحمر مركز فرشوط محافظة قنا. في 11 نوفمبر 2009، اتهم ظلمًا بالاعتداء جنسيًا على فتاة مسلمة وحرر ضده محضر برقم 3257 لسنة 2009 إداري فرشوط. ورغم أن التقارير الطبية اثبتت أنه مريض (بالعجز الجنسي)، إلا أنه كان كبش فداء وضحية لصراعات اجتماعية ودينية استغل المتشددون الحادث وقاموا بالهجوم على الاقباط بعدد من القرى ‏ على مدار 5 أيام متتالية حرق عدد كبير من متاجر ومنازل الأقباط ‏ دفعت أسرة جرجس الثمن بتهجيرها خارج محافظة قنا وحرق ممتلكاتهم.

بارومى لم يتمتع بمحاكمة عادلة، خاصة أن محاكمته جاءت بعد مذبحة نجع حمادي التي ارتكبها حمام الكموني كتصفية حسابات مع أقباط نجع حمادي، حيث أطلق النيران على الأقباط عشية عيد الميلاد عام 2010 مما أسفر عن مقتل 6 أقباط وشرطي وتحجج وقتها أنه ينتقم لشرف الفتاه. وبعد ذلك جاءت محاكمة بارومي وسط أجواء صعبة بإرهاب هيئة الدفاع وحصار للمحكمة ولم يتمكن محامي بارومي من الدفاع عن الشاب العاجز جنسيًا، ولكن أكد الدفاع وتقرير الطب الشرعي على استحالة قيام الشاب بالواقعة لأنه مصاب بمرض العنة ولضخامة وسمنة جسده. وفى غمرة أحداث ثورة يناير 2011 صدر الحكم على جرجس بارومى في مارس 2011 بالحكم المشدد 15 عامًا وغابت العدالة عن ممارسة حقوقه القانونية بعدم تقديم النقض والطعن لظروف ثورة يناير.

وهكذا قضى جرجس بارومى أكثر من ١٣ عاما في محبسه. وقد قدمت التماسات لطلب العفو الرئاسي عنه نظراً لظروفه الصحية تتضمن الالتماس ظروف أسرته لمرض والديه وتقدمهم في العمر. وكان والده قد أصيب بالشلل عقب الحكم عليه وتوفى قبل عامين. وقد خرج ملف جرجس بارومى أكثر من مرة للنظر في الإفراج عنه، ولكنه رُفِض.

________________________

https://www.wataninet.com/2023/04/بعد-خروج-ملفه-للمرة-الرابعة-لنظر-موقف-ا/?fbclid=IwAR3RGyIO4rNdPJwlG3FPChXby-hmProBfGNXziRigz_vNfioG1y_DBUdfJQ
Recent Posts

Leave a Comment