In In Arabic - بالعربي

الحرة ـ

أثار نشوب حرائق في خمسة كنائس مصرية خلال ثمانية أيام، تساؤلات عدة، في ظل إلقاء اللوم في معظمها على “أحمال الكهرباء”. 

ونشب آخر تلك الحرائق، الأحد، في دير العذراء بجبل درنكة التابعة لمركز أسيوط، وذلك خلال الاحتفالات السنوية بختام “صوم العذراء”، بحسب بيان لسلطات المحافظة على صفحتها على فيسبوك. 

وجاء في بيان لمحافظة أسيوط أن “حريقا محدودا” اندلع “ببعض المخلفات الورقية” وقد تمت السيطرة عليه. وأشارت إلى أن الحريق “لم يؤثر” على سير الاحتفال الديني الذي كان يشارك فيه الآلاف.

وقبلها بيوم، نشب في فناء كنيسة مار جرجس، بجزيرة بدران في شبرا مصر، بمحافظة القاهرة، حريقا وصفته السلطات بأنه محدود، مؤكدة أنه لم يسفر عنه إصابات أو خسائر في الأرواح، بحسب ما نقلت صحيفة “الأهرام” عن مصادر أمنية. 

والثلاثاء أعلنت وزارة الداخلية أن حريقا اندلع في كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا، وأن قوات الحماية المدنية تمكنت من إخماده، دون وقوع أي خسائر في الأرواح. 

وأشارت الوزارة إلى أن الحريق نشب بسبب ماس كهربائي قبل أن تصدر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا قالت إن “التحقيقات وتفريغ الكاميرات أكدت أن منشأ الحريق بعض الشموع التي كان يلهو بها طفلان من أبناء الكنيسة داخل الهيكل بالقرب من المذبح، وذلك عن غير قصد منهما”.  

والاثنين الماضي اندلع حريق في مبنى كنيسة العذراء والأنبا موسى الأسود بمنطقة كرداسة بالجيزة، عزاه بيان لوزارة الداخلية إلى حدوث ماس كهربائي بإحدى لوحات الكهرباء الداخلية في مبنى الكنيسة. 

وجاءت هذه الحوادث الأربعة، بعد الحادث الأليم في كنيسة أبو سيفين بمنطقة إمبابة في محافظة الجيزة، الذي حدث صباحا خلال تجمع نحو ألف شخص لحضور القداس، مما تسبب في حدوث تدافع ومقتل 41 شخصا على الأقل، بينهم أطفال، وعاني كثيرون من جراء استنشاق الدخان. 

وأبدى الأنبا مرقس، مطران شبا الخيمة، استغرابه من حدوث الحرائق خلال القداسات في الكنيسة في الصباح أو بعد الظهر خلال احتفالات العذراء.  

وقال في حديثه مع موقع “الحرة”: “لماذا الكنائس بالذات، هل هي الأماكن الوحيدة التي أصبح يحدث فيها ماس كهربائي، ولماذا تحدث الحرائق في وقت يكون فيه الناس في الكنيسة“. 

وأضاف: “لماذا يبادر المسؤولون دائما بإلقاء اللوم على ماس كهربائي قبل أن تصدر التحقيقات، يجب أن يكون هناك انتظار للجهات المعنية التي تحقق في كل حادث على حدة ثم يصدروا نتائجهم، هل التحميل (الكهربائي) كان مرتفعا، هل الفتائل الكهربائية ضعيفة، هل حصل انغلاق كهربائي، هل التيار ارتفع فجأة، يجب أن يخبروننا بالسبب حتى نستطيع حل المشكلة ونتلافاها في المستقبل”. 

وتابع: “أتمنى من الجهات المعنية أن تدرس هذه الحوادث وتبحث بدقة ويقولوا لنا السبب، هل الكنائس لا تتمتع بحماية مدنية كاملة، هل هناك إهمال من الكنائس، هل هي أحداث بفعل فاعل، لكن يخبروننا من هو؟ خاصة أن لدينا كاميرات في كل الكنائس تقريبا”. 

لكن الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد زكي، يقول لموقع “الحرة” إنه عند النظر إلى الحوادث التي وقعت في بعض المواقع الكنسية المسيحية الأرثوذكسية سنجد أن هناك أسبابا منطقية. 

وأوضح أنه “الحادثة الأولى التي وقعت في كنيسة أبو سيفين، كانت في منطقة شعبية، وهذه العشوائيات استغلت في فترة من الفترات الأوضاع السياسية في مصر وارتفعت في منشآتها ومبانيها في غيبة من المحليات والقانون، وأصبحت مباني مرتفعة داخل الأزقة والحواري من الصعب على أجهزة الحماية المدنية أن تصل إليها بسهولة، رغم أنها تصل ووصلت فعلا إلى مكان الحادث”.

جانب من آثار حريق كنيسة أبو سيفين

(..) 

وكنيسة الشهيد أبو سفين عبارة عن مبنى متعدد الطوابق أقرب إلى مبنى سكني وتخصص بعض طوابقه للخدمات والرعاية، وتقع في شارع ضيق بالكاد اتسع لعربات الإطفاء عند وصولها للتعامل مع الحريق.

ومثلما هو الحال مع كنيسة أبو سيفين، غالبا ما يتعذر تمييز الكنائس في الأحياء الشعبية عن العقارات السكنية المحيطة، إلا برؤية الصلبان فوق النوافذ.

وفي المناطق الشعبية، لا ينتشر استخدام أجهزة كشف الدخان وأجهزة الإنذار ومنافذ الحريق.

وأوضحت وزارة الداخليّة في بيان بعد حادثة كنيسة أبو سيفين، أنّ فحص أجهزة الأدلّة الجنائيّة أظهر أنّ “الحريق نشبَ في (جهاز) تكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة الذي يضم عددًا من قاعات الدروس، نتيجة خلل كهربائي، وأدّى ذلك الى انبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات”.

وفي أثناء تفقده لمكان الحريق، قال وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار إن التحقيقات أكدت حدوث عطل في التيار الكهربائي صباح وقوع الحادث. وأضاف أن كاهن الكنيسة استعان بمولد الكهرباء، ولكن مع عودة الكهرباء انفجر المولد بسبب اختلاف ضغط التيار الكهربائي.

وتابع أن الغرفة التي كان بها المولد الكهربائي كانت مليئة بالأخشاب وقطع أثاث قديمة مما أدى إلى سرعة انتشار الدخان والنيران.

وفي تصريحات الثلاثاء الماضي، على إحدى القنوات الفضائية المصرية، قال بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني، الذي يرأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ عام 2012، إن مساحة الكنيسة صغيرة، “فقط 120 مترا والكثافة القبطية في المنطقة كبيرة”.

وأوضح أنه منذ أكثر من عقد “كانت عملية إنشاء كنيسة عملية مرهقة جدا، مما أدى إلى بناء كنائس صغيرة لا تفي باحتياجات المسيحيين”. 

وبخلاف البيان الرسمي بأن الحريق في المنيا كان محدودا، قال الأنبا مرقس لموقع “الحرة”: “هناك دور كامل في الكنيسة انتهى تماما، مشيرا إلى أن الحريق كان كبيرا، يجب أن يتم دراسة السبب، وهل فعلا كانت الشموع هي السبب، أتمنى مراجعة الكاميرات حتى يستريح ضميرنا أو يخبروننا بالسبب الفعلي”. 

وفيما يتعلق بالتحقيقات الداخلية، قال “نحن ككنيسة نادرا ما يكون لدينا متخصصون، مثل الدولة التي لديها خبراء بكافة المجالات وعلى كفاءة عالية”، مشيرا إلى أن هناك تعليمات مشددة حاليا على كل الكنائس بمراجعة الدوائر الكهربائية فيها وأن يكون هناك أمان كامل بالنسبة للكهرباء”. 

وأكد أن “ما يسيء لنا ككنيسة وما يحدث فيها يسيء لمصر وللعالم، كما أن عدم معرفة السبب تجعل الناس تتحدث وكل واحد يؤلف قصة، على عكس ما يحدث حين تجري الجهات المعنية التحقيقات وتصدر نتائجها وتعلنها للعلن”.

حصيلة أسبوع

 

وأعلنت النائبة صبورة السيد، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، عن تقدمها بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين بشأن انتشار حوادث الماس الكهربائي بالشكل الذي يترتب عليه الأضرار بالمواطنين، فضلا عن عدم وجود توعية بالخطوات التي يجب اتباعها عند نشوب حريق نتيجة حدوث الماس الكهربائي، بحسب ما ذكرت صحيفة “الشروق“. 

وأوضحت السيد، في طلبها، أن “الفترة الأخيرة شهدت انتشار نشوب الحرائق بسبب الماس الكهربائي، لدرجة أن الماس الكهربائي أصبح المتهم الأول في أي حريق، سواء كان ذلك في المباني، أو المنازل أو المنشآت التجارية أو الصناعية أو دور العبادة وحتى المخازن، مؤكدة أن التمديدات الكهربائية الخاطئة وغير المطابقة للمواصفات في المنازل والمنشآت التجارية والصناعية والتعليمية تعتبر من أهم مسببات الماس الكهربائي، إذ يؤدي ذلك إلى خسائر مادية أو بشرية لشاغلي تلك المنشآت أثناء عملية الاستخدام والتشغيل”. 

من جانبه أكد الخبير الأمني، محمد زكي لموقع “الحرة” أنه “يجب وضع في الاعتبار أن هناك أسبابا أخرى لاندلاع مثل هذه الحرائق. على سبيل المثال، أحيانا يتم عمل الدوائر الكهربائية وبعض وسائل الأمان بطريقة عشوائية، أو أن المسؤول أو المشرف على عملية إطفاء الأنوار والكهرباء ينسى إغلاقها، أو ان تنقطع الكهرباء، ثم يعمل المولد الكهربائي الموضوع على توصيلات ليست وفقا للقواعد القياسية الخاصة باستخدام تلك الأدوات”. 

وأضاف أن “الأجهزة الخاصة بالحماية المدنية والطب الشرعي والنيابة العامة والإعلام، كل هؤلاء حريصون على البحث عن الحقيقة فيما حدث”. 

___________________________

https://www.alhurra.com/egypt/2022/08/22/%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D8%AA
Recent Posts

Leave a Comment