د. محمد أبو الغار ـ
كارثة حريق كنيسة امبابة تسبب الحزن الكبير في مصر، والدهشة في العالم. تصدرت صورة الأمهات اللاتي فقد أطفالهن صدر الصفحة الأولي في جريدة الوول ستريت الامريكية.
ما حدث كارثة بكل معاني الكلمة، أطفال يحترقون وعائلات ضاع نصفها في بضع دقائق. مصر الحقيقية باتت حزينة حزنا عظيما أمس. في مصر الكوارث الكبري تصيب في معظمها الفقراء، مصر بلد شديدة العنصرية: الأغنياء والحكام دائما في أمان ويكون المسلمون في أمان أكبر من الأقباط، والرجال في أمان أكبر من النساء والأطفال. وأضعف المصرين هم فقراء النساء والأطفال من الأقباط وهو ما حدث في هذه الكنيسة الفقيرة.
النظام المصري عبر عقود بعيدة أقام عراقيل كبيرة علي مستوي الحكام والمحليات البيروقراطية، ولذا كان بناء كنيسة الفقراء يتم خلسة وبتحويل بيوت متجاورة إلى كنائس تفتقد أصول البناء وقواعد الأمان، أما كنائس الأغنياء فتبنى في وضح النهار بتراخيص رسمية ويتبع فيها الأصول الهندسية ومواصفات الأمان.
الدستور ينص بوضوح على أن كافة المصريين متساويين، بما يعني بوضوح أن المسيحيين لهم نفس حقوق المسلمين، ولأن المسلمين يبنون مساجدهم بدون مشاكل فيجب ان يتم بناء الكنائس أيضا بدون مشاكل، ويجب أن تنقل الكنائس التي تشكل خطرا علي المصليين الي أقرب مكان تبني فيه بقواعد الأمان.
المصريين جميعا يجب أن تتاح لهم ظروف آمنة ومتساوية في بيوت العبادة ويكفيهم التفرقة الشديدة في المعاملة في حياتهم اليومية.
