In In Arabic - بالعربي

رامي كامل ـ

الدراما والفنون أداة من أدوات الدولة لرسم الملامح الثقافية الاجتماعية للشعوب ولما الدولة “بنفسها أو عبر وكلاء” تنتج عمل فني وطني، بيكون الغرض منه تقوية الجبهة الداخلية للدولة وإبراز لحظات تاريخية في عمر الوطن.

في فيلم «كيرة والجن» من إنتاج شركة سينرجى وتأليف أحمد مراد، وبتصريح من الرقابة المصرية على المصنفات، بيحاول يرسم صورة “أسطورية” لمجموعة مقاومة ضد الاحتلال.

الصورة الأسطورية دي تحولت لعملية من التهويل المصري المعتاد لمجموعة أبطال لهم قدرات غير عادية في القتال، وقدرات غير عادية في العلاقات النسائية انطلاقا من نظرية “الفحل المصري المعروف بجبروته” ودمجها مع نظرية “إيجيبشيان هيبوسني ها”، فنلاقى اليونانية “ألكسندرا” بتعشق كريم والانجليزية بنت القائد الانجليزي بتدوب في دباديب “أحمد كيرة.”

دمج النظريتين كان ممكن أعتبره نظرة شوفينية ضد الأجانب، لكن حضرات المؤلف والمنتج والرقيب قرروا يتمادوا لترسيخ فكرة أبعد، وهي “الفحل المسلم” ـ عبد القادر الجن ـ في مواجهة دولت غبريال “القبطية الصعيدية” اللي بتلين معاه وتحضنه وترقص معاه وتحط شرط إنه يبطل يشم بودرة ويشرب سبرتو عشان ترضى عنه، وبتغير من علاقاته السابقة.

ترسيخ نظرية إن القبطية، حتى لو صعيدية بنت عادات وتقاليد، هتحب وتلين لأي “فحل مسلم” نظرا لعدم وجود راجل قبطي يملى عينها. حتى لو “الفحل المسلم” بلطجي وبودرجى وسكير ـ وده اللي بنشوفه في حالات فيها بنات في سن ١٨ ماشية مع سواق توكتوك ولا بلطجي ومدمن.

وهنا الأسئلة بتطرح نفسها:

إيه أهمية الخط الدرامي ده في الفيلم؟ بيعبر عن إيه؟

هل لو الخط الدرامي ده معكوس (“مسيحي مع مسلمة”) كان السيد الرقيب هيصرح به؟

ليه شركة بحجم سينرجى تصرف على فيلم يستفز مشاعر الأقباط؟

ليه مؤلف بحجم أحمد مراد مش شايف إن الخط ده بيحرق البلد وبيرسخ لثقافة عدم احترام الأقباط؟

ليه السيد الرقيب مبيحطش في اعتباره إن ده أمر بيهين الأقباط وبيتعدى على مبادئ وقيم مجتمع مسالم؟

إيه الثقافة اللى الخط الدرامى ده بيطلب ترسيخها؟

أظن أن دور السادة النواب الأقباط يقدموا استجوابات عن الفيلم وعن الدور وعن إهانة الاقباط واستفزازهم.

أظن إن قيادات عاقلة في البلد لازم توقف المهازل دي بقى، وكفاية ترسيخ لثقافة تشُق وتحرق.

أظن إن النخبة المصرية لو بتبنى دولة التعددية محتاجة تتخلى عن نظرية الوحدة الوطنية اللى ملهاش مكان غير بين مسلم و مسيحية على السرير. “عيب” زهقنا.

«كيرة والجن» فيلم مصروف عليه عشان يبنى ولا عشان يحرق دم الأقباط؟

………..

أي عمل فني له ٣ مستويات:

الأول هو المستوى اللى حضرتك بتشوفه أو تقراه، وده المستوى السطحي للعمل.

التاني هو المستوى الاجتماعي الثقافي، وده بيوضح العمل ده عاوز يغرس قيم ومبادئ شكلها إيه.

التالت هو المستوى الفلسفي، وده العمل لما بيوصلله بيناقش فيه قضية عامة زي الحب والخير والجمال والحرية وهكذا.

لما مؤلف ومخرج ومنتج ورقيب فيلم «كيرة والجن» يصمم على خط درامي بتاع المسيحية اللي بتقع في حب المسلم، فهو على مستوى القصة بيرضي غرور الذكر المسلم اللي نسوان الكوكب بتدوب في دباديبه، رغم إن مصر من أعلى الدول في استهلاك الفياجرا ــ بس هو كده.

الخط ده على المستوى الاجتماعي بيرسخ لاستباحة القبطيات ـ ده لو السادة المسئولين شايفين كويس. وعلى المستوى الثقافي بيرسخ لثقافة دينية بتشوف إن الحلال في الإسلام هو بالضرورة حلال في باقي الأديان. لكن الحقيقة إنه حرام في المسيحية إن مسيحية تتجوز غير مسيحي. ده في المسيحية زنا جسدي وخيانة لرسالة المسيح (“زنا روحى”)، وهنا المسئول عن العمل واقع في مأزق لإنه بيواجه المسيحيين في شريعتهم.

الخط ده بقى على المستوى الفلسفي بيرسخ للانحطاط، لأنه بيرسخ لكل القيم السلبية اللي بتخلي الشاب المسلم يسيب كل البنات من دينه ويطارد بنت مش من دينه، و نبقى في قصص بتتكرر ليل نهار عن نفس الموضوع.

وعلى نفس المستوى بيدي مساحة ثقافية بتخديم على توجهات الجماعات الدينية المتشددة اللى بتستهدف القبطيات.

https://www.facebook.com/profile.php?id=100076703033189
Recent Posts

Leave a Comment