In In Arabic - بالعربي

الحرة ـ فرانس برس ـ

قال منسق الهيئة الوطنية الاستشارية لإعداد دستور “الجمهورية الجديدة” في تونس، الصادق بلعيد، إنه سيعرض على الرئيس، قيس سعيّد، مسودة لدستور “لن تتضمن ذكر الإسلام كدين للدولة”، بهدف  التصدي للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية على غرار “حركة النهضة”.

وينص الفصل الأول من الباب الأول للمبادئ العامة لدستور 2014 أن “تونس دولة حرّة، مستقلة، ذات سيادة، الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها”.

وأكد بلعيد وهو أستاذ جامعي ومتخصص في القانون الدستوري (83 عاما) عينه سعيد في 20 مايو للاشراف على هيئة لإعداد مسودة من أجل تنقيح الدستور، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، الاثنين، “80 في المئة من التونسيين ضد التطرف وضد توظيف الدين من أجل أهداف سياسية. وهذا ما سنفعله تحديدا وسنقوم بكل بساطة بتعديل الصيغة الحالية للفصل الأول”.

وفي رده على سؤال ما إذا يعني ذلك أن الدستور الجديد لن يتضمن ذكرا للإسلام كمرجعية، أجاب بلعيد “لن يكون هناك”.

وكان سعيد علق العمل بأجزاء كبيرة من دستور 2014 نهاية سبتمبر الفائت وكلّف لجنة الشهر الفائت إعداد تعديلات في مشروع مسودة على أن ينظر فيها الرئيس.

وتابع بلعيد “هناك إمكانية محو الفصل الأول في صيغته الحالية”. 

“الأيادي المتسخة”

ورأى أن الهدف من عدم ذكر الإسلام هو التصدي للأحزاب السياسية التي تتخذ الدين مرجعية على غرار حركة النهضة التي كانت لها أكبر الكتل البرلمانية قبل قرار سعيد حل البرلمان.

وشدد بلعيد وهو أستاذ قانون دستوري ودرّس سعيّد في الجامعة “إذا تم توظيف الدين من أجل التطرف السياسي فسنمنع ذلك”.

وأكد قوله: “لدينا أحزاب سياسية أياديها متسخة، أيها الديمقراطيون الفرنسيون والأوروبيون شئتم أم أبيتم، فنحن لا نقبل بأشخاص وسخين في ديمقراطيتنا”.

وأوضح بلعيدأن  “النهضة وأحزاب أخرى تخدم الكثير من القوى أو الدول أو الدويلات الأجنبية التي تمتلك أموالا كثيرة  وتريد إنفاقها كما يحلو لها وتوظفها للتدخل في شؤون الدول… هذه خيانة”. 

وأعلن الرئيس التونسي في 25 يوليو 2021 احتكار السلطات في البلاد وتعليق أعمال البرلمان وحله لاحقا كما قام بإقالة رئيس الحكومة السابق، هشام المشيشي.   

وأقر سعيّد خارطة طريق سياسية بدأت باستشارة إلكترونية على أن ينظم استفتاء شعبي في 25 يوليو المقبل حول دستور جديد، وصولا إلى انتخابات تشريعية نهاية العام الحالي.

وانطلقت اللجنة التي يترأسها الصادق بلعيد، السبت، في حوار وطني رفضت غالبية الأحزاب الكبرى في البلاد والنقابات المشاركة فيه.

وكان الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) وأكبر القوى الفاعلة في المشهد السياسي التونسي، رفض المشاركة في الحوار الوطني معللا قراره بأن المبادرة التي أطلقها سعيّد محاولة لفرض “سياسة الأمر الواقع”.

“الانجذاب إلى الدكتاتورية”

لكن بلعيد رد على رفض الاتحاد بأن “الأبواب ستظل مفتوحة أمامه… وإن لم ترغبوا فإن القطار سيغادر في الوقت المحدد”.

وأكد الرئيس التونسي مرات عدة في خطاباته أن النظام السياسي البرلماني المعدّل الذي أقره دستور 2014 لم يعد يتأقلم مع الوضع الحالي وكان سببا مباشرا في نشوب صراعات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وبين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية حتى وصل الأمر إلى تعطيل عجلة عمل الدولة.

وأوضح الصادق بلعيد في هذا السياق “يمكن أن تكون لرئيس الجمهورية سلطات أكبر… كان الرئيس يملك سلطة التعطيل فقط وهذا سيء جدا. الرئيس هو القائد، وتاليا يجب ألا يتمتع فقط بسلطة اللجم بل بسلطة القيادة… باعتدال”.

ويرى بلعيد أن النظام السياسي الجديد في تونس يجب أن يكون مبنيا بشكل “لا يسمح بانجذابه (الرئيس) إلى الديكتاتورية والتسلط وسوء استخدام السلطة”.

https://www.alhurra.com/tunisia/2022/06/06/%D8%A8%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%B6%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%83%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9%D9%8A%D8%A9
Recent Posts

Leave a Comment