In In Arabic - بالعربي

سحر الجعاره ـ الوطن ـ

ما الذى فهمه رجال الدين الإسلامى من رسالة الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، حول «الوعى الدينى وإعادة فهمنا للمعتقد»؟.. هل فهموا أن عليهم التمسك بالنص القرآنى مقابل المرويات والأحاديث الضعيفة؟.. أم أن عليهم تغيير آلية تفسير النص لتكون «العبرة بخصوص السبب وليست بعموم النص»؟.. هل فتّش أحدهم عن أسباب تزايد أعداد الملحدين منذ فرضوا وصايتهم على العقل والضمير بقدسية مزيفة وحصانة زائلة؟.

دعونا نُجِب عن هذه التساؤلات فى قراءة خاصة للمشهد بقلم المفكر التنويرى وأحد المؤثرين على السوشيال ميديا الكابتن طيار «حورس الشمسى»، الذى أترك له هذه المساحة، قال: يمر رجال الدين بأزمة وجودية طاحنة.. فالتنوير يقلل الطلب على بضاعتهم وقدراتهم العقلية لا تسمح بالتجديد.. وعدد من ينزهون إلههم عن إله رجال الدين يزيد يومياً.

عدد من يكفرون بالإله المحب للقتال والتحرش الذى تصوَّر الكهنة أنه وكّلهم فى الحكم على مصائر الناس، يزيد يومياً.. عدد من يعون أن الادعاء بأن الإسلام «دين ودنيا» أدى لخلق عشرات الإسلامات المختلفة والمتضاربة.

افتراق العلم عما ينسبونه للدين يتناسب طردياً مع عدد مرات نقرك على رسول المعرفة «جوجل».

كنت قانعاً بتدينك القلبى وسماحتك وتردد «ربنا رب قلوب».. فصدموك بأنك غير متخصص.. وأن حقيقة الدين هى قتال وولاء وبراء وناسخ ومنسوخ وتترّس ومعاريض.

فصرخت قائلاً: لا إنما هو «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. فوجدت الكاهن الأكبر بنفسه يقرر أن الناسخ والمنسوخ والولاء والبراء والحاكمية هى ثلاثة أرباع الدين، وشاهدته يتباهى بتراثه.. ثم يقاضى من يقول الإسلام خالٍ من العنف، وآيات القتال كانت لزمانها فقط بتهمة «ازدراء الدين»!.

فإنكارك لأن آيات الرحمة قد تم نسخها (إلغاؤها وإحلالها) بآية السيف، وهو ما يجعلك منكراً لمعلوم من الدين بالضرورة.. يعنى «كافر»!.

لم يعد هناك مكان لك.. ولم يعد أيضاً يمكن قبول هذا المفهوم للإله والدين إلا من القتلة ومرضى الكليفتومانيا والسيكوباتيين والبيدوفايلز.

ويستكمل «الشمسى» رؤيته للمشهد: لم يعد لصاحب القلب النقى إلا أن يصبح ربوبياً.. فانسحب أغلب المسلمين بطاقة لركن «الربوبية» واكتفوا بالإسلام اسماً يقيهم الوصم الدينى والمجتمعى فقط.

واكتشفوا أن ما لوّث نقاء الدين فى قلوبهم إلا رجاله، ثم حشروه فى العلم. تبحث فتجد أن كل النصوص التى يستندون عليها «غامضة».. تصلح للمعنى وعكسه.. فالأرض يمكن أن تكون مسطحة وكروية أيضاً!.

الأفغان المتعلمون يفرون من دين الله أفواجاً: فإما أنك تفترض أن إلهك لا يعلم أن تطبيق شرعه بهذا الشكل سيؤدى لنفور الناس منه، وإما أنك أسأت فهم الآيات.

طبيعة الإنسان هى ألا يقبل ما أتى بعده ويقبل ما قبله.. أنت لا تؤمن بالبهائية التى أتت بعد الإسلام لأنك تعتقد أنك الآخر.. كذلك لا تؤمن بك المسيحية لأنها تعتقد أنها الآخر.. تعتقد أن من لا يقبل دينك من «الأشرار» وهذا معناه أنك تعبد الإله الخطأ.

العقاب الجسدى ليس رادعاً لمرضى السرقة ولا للسيكوباتيين.. اعتقادك بضرورة تنفيذ الحدود حرفياً وليس عبرة.. معناه أنك تدعى أن إلهك لا يعلم طبيعة خلقه وإما أنك قد أسأت فهم الآيات.

هكذا فارق الدين العلم بعدما فارق الإنسانية.. فما الذى تبقى له؟ إما التشدد والعنف وإما مفارقة بإحسان.

الكرة فى ملعب الكهنة.. إما التأويل واستخراج العبرة من السبب الزمكانى والعودة لدين القلوب، وإما الانقراض.

https://www.elwatannews.com/news/details/5668555?fbclid=IwAR2mOeKuI2bmK0cp9Mb2XFENJhwVpEJK9nLU-O_emw_vVINyGxRxKfVA28Q
Recent Posts

Leave a Comment