بوابة الأهرام ـ
في أحد الأركان بمسرح وزارة التضامن الاجتماعي، كانت تجلس إحدى الراهبات في هدوء، وقد ارتدت زيها الكنسي تشاهد مايحدث من حولها وتتعالى علامات استفهام الحضور عن سر حضور راهبة لحفل إعلان أسماء الأمهات المثاليات لعام 2021.
25 عاما قضتها الراهبة خاريس (أي «نعمة») في خدمة ورعاية الأيتام وكريمي النسب تبث فيهم الرحمة والطمأنينة وتصنع من نفسها سفينة توصلهم إلى بر الأمان.
كانت الراهبة خاريس تقوم بكل هذا في صمت لا تنتظر شكرا أو عرفانا من أحد، تزرع في الأطفال الحب والتقدير والاحترام على مدار الأيام في دار مارمرقس لرعاية الأيتام البنين في قنا وتحصد الفرحة بنجاحهم وخروجهم كأفراد صالحين في المجتمع عند مغادرتهم الدار.
حضرت الراهبة خاريس والتي تبلغ من العمر 61 عاما لفعالية التكريم بمفردها فأولادها كثيرون لو كانوا حضروا كانوا سيملأون قاعة الاحتفال.
بابتسامة خجولة تتناسب مع وجودها في وسط كل هؤلاء الأشخاص، واجهت الراهبة خاريس لحظة نداء نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي على اسمها باعتبارها الأم المثالية عن الأمهات البديلات بمؤسسات الرعاية لكريمي النسب والأيتام.
رشحت مديرية التضامن الاجتماعي بقنا الراهبة خاريس للحصول على لقب الأم المثالية لما رأته المديرية من نشاط لها وخدمة مخلصة للأيتام وكريمي النسب في دار مارمرقس لرعاية الأيتام البنين في قنا.
لم تكن لتحتاج الراهبة خاريس وبقية الأمهات المثاليات لتكريم أو كلمة شكر ولكن أفراد المجتمع من حولهن هم من في حاجة لأن يعرفوا هؤلاء الأمهات الساهرات اللاتي كن أمهات بديلات وعملن كدرع حماية لأطفال صغار لولاهن لسقطوا في فخ الضياع.