مدى مصر ـ
قررت النيابة العامة مساء أمس، السبت، حبس متهمين اثنين، أربعة أيام على ذمة التحقيقات على خلفية اتهامهما بقتل شخص عمدًا والشروع في قتل اثنين آخرين في حي مينا البصل بالإسكندرية، بحسب بيان من النيابة.
وأفاد البيان أن المتهمين، من أصحاب السوابق الجنائية، وتوفت والدتهما يوم الواقعة، ما أصابهما بحالة غضب، خرجا على إثرها للشارع يصرخان ويتعديان بالسبِّ على أهالي المنطقة، واعتديا بالأسلحة البيضاء على المجني عليهم الثلاثة، والذين أوضحت شهادات الشهود والتحقيقات مع المتهمين وجود خلافات سابقة بينهما وبين اثنين من المجني عليهم.
وعلى الرغم من نفي النيابة أن يكون للجريمة «وازعٍ ديني أو طائفي»، إلا أن ميخائيل جميل، كاهن بكنيسة الشهيدة دميانة بالورديان في منطقة مينا البصل، التي شهدت وقوع الحادث، قال لـ«مدى مصر» إن الاعتداء لم يكن الأول ضد أقباط المنطقة من المتهمين.
وبحسب جميل، فإنه في مساء الخميس الماضي، اعتدى الشقيقان «ناصر أحمد محمد، وعلى أحمد محمد» على بعض الأقباط أصحاب محال تجارية في شارع سيف اليزل في منطقة الورديان، وهو الشارع الذي يقع خلف الكنيسة مباشرة.
ويروي جميل الذي وصل لمكان الحادث لاحقًا وشهد القبض على المتهمين بداية الواقعة بناءً على رواية أهالي المنطقة له بأن «الموضوع ابتدا بشتايم على أصحاب المحلات كمسيحيين وأقباط، والناس حاولوا يطولوا بالهم، لما رمسيس بولس سمعهم بيشتموا عالأقباط، قام يقفل محل البلاستيك والمفروشات بتاعه ويمشي، فاعتدوا عليه وطعنوه، رمسيس وقع على طول، تقريبًا وصل المستشفى ميت».
وأضاف أن عادل شقيق رمسيس لديه محل بقالة في نفس الشارع، وحين رأى أخيه يتعرض لاعتداء، ذهب إليه، فتعرض هو نفسه لطعنتين في جانبه، أوقعته أرضًا، قبل نقله إلى المستشفى، وقضى فيها ثلاثة ليالٍ قبل خروجه صباح اليوم. كما اعتدى الشقيقان أيضًا في نفس الواقعة، بحسب جميل، على طارق فوزي شنودة، صاحب محل ملابس في نفس الشارع، داخل محله، وطعناه في بطنه، ونقل إلى المستشفى، وبقى يومين في العناية المركزة، حيث كانت الطعنة قريبة من القلب، حسب جميل.
إلى جانب المجني عليهم الثلاثة، اعتدى الشقيقان على كاهن آخر بالكنيسة، بولس بشرى، بالسب لفظيًا، قبل طعن الثلاثة، الخميس الماضي.
«رمسيس أصلا راجل غلبان كان عنده مشكلة في عينه ومابيشوفش متر قدام، لو كان شافهم جايين كان جري. هو كان بياخد معاش والده عشان عاجز، وبيشتغل في المحل علشان يقدر يصرف على بنته الوحيدة اللي عندها 8 سنين واتيتمت دلوقتي هي ووالدتها وظروفهم صعبة»، يقول جميل.
يضيف أن «السبب اللي قالوه إن والدتهم ماتت، فطلعوا يشتموا في الأقباط، ومن سنتين أخوهم مات وطلعوا يشتموا في الأقباط، إيه علاقة الوفاة بالأقباط؟»ـ مؤكدًا أن الشقيقين اعتادا على مضايقة مسيحيين بالمنطقة لفظيًا، رغم أن المنطقة هادئة.
يؤكد جميل أن الحادث لم يكن مشاجرة، مضيفًا «دي ناس في محلاتها واعتدوا عليهم. النيابة أدرى وتحقيقاتهم أدرى، لكن الحادث ابتدا باعتداءات لفظية عالأقباط، لما يتقال يا أقباط يا كفرة، فده طائفي، ده مش تعميم، لكن الاتنين دول عندهم أفكار طائفية».
وشيعت مساء الجمعة الماضي، جنازة رمسيس من كنيسة الأمير تادرس الشاطبي لمدافن الأسرة بحضور عدد من الآباء والكهنة منهم الأسقف العام لكنائس غرب الإسكندرية الأنبا إيلاريون.