In In Arabic - بالعربي

وطني ـ

عاش أقباط قرية “فاو بحري” مركز دشنا، التابع لمحافظة قنا، ليلة عصيبة تزامنا مع الاحتفال بليلة رأس السنة، التي حرم أقباط قرية “فاو بحري” من الاحتفال بها بسبب “الروتين”، الذي عطل افتتاح كنيسة القرية، التي طالبت إيبارشية “دشنا للأقباط الأرثوذكس” بإفتتاحها رسميا، عبر طلبات رسمية تقدمت بها مطرانية “دشنا” قبل عام، وهي الطلبات التي لم تلقي قبولا أو رفض، الأمر الذي يعده القانون بمثابة موافقة ضمنية، إذا لم يتم البت في طلبات الكنائس خلال 4 أشهر كحد أقصي.

وأمام معاناة نحو أربعة آلاف قبطي هم أقباط قرية “فاو بحري” في الانتقال لمسافات بعيدة للصلاة، لم يكن أمامهم سوى تجهيز مكان لإقامة بعض الصلوات ولكن جاء الرد الامنى بالرفض بدعوي عدم إثارة مشاعر أخواتهم المسلمين .

نفسنا نصلى

وأكد عدد من الأهالي فشل أقباط قرية “فاو بحري” في إقامة الصلوات المعتادة لليلة رأس السنة الميلادية، رغم احتفال العالم بالعام الميلادي الجديد، بعدما عينت سلطات الأمن حراسة علي المكان المعد للصلاة من قبل أقباط القرية، دون السماح بفتح المكان ولا إقامةو الشعائر الدينية.

و تطور الأمر لإشتعال النيران في منزل مملوك لأحد أقباط بالقرية، وألمح الأهالي أن الحريق لم يكن عفويا أو قدريا، وعقب السيطرة علي اتلحريق بمعاونة الأهالي، تحفظت سلطات الأمن حتى على خمس مواطنين من الأقباط، و6 آخرين من المسلمين .

أقباط بلا كنيسة

و تعود بدايات الأزمة في هذه القرية، لسابق تعرضها لأحداث عنف عام 2006 و استهداف منازل بعض الأقباط بالحرق، بسبب رفض إقامة كنيسة، وتم إغلاق الجمعية التي كان يصلى فيها الأقباط منذ ذلك التاريخ، و عقب صدور قانون بناء الكنائس في عام 2016 ، بدأت إيبارشية دشنا برئاسة الأنبا تكلا أسقف دشنا الاتجاه القانوني لإيجاد حل لأزمة القرية، وتقدمت عن طريق وكيلها، القمص اكسيوس أنبا بيشوى، والقمص إبرام شحاتة، سكرتير الايبارشية، والقمص مكارى، مسئول العلاقات العامة، بطلب رسمي لمحافظ قنا لبناء كنيسة جديدة بأرض جديدة ملك المطرانية، لخدمة 4 ألاف قبطياً ليس لديهم كنيسة واقرب موقع للصلاة على بعد 10كم وهو دير “الأنبا بلامون” بقرية “القصر والصياد” .

ويمر عام على تقديم الطلب دون رد ودون معاينة لموقع الكنيسة الجديد البالغ مساحته 400 م2 ، رغم معاناة أقباط القرية في الانتقال للقرى الأخرى للصلاة، ومنهم عجائز وأطفال يصعب نقلهم، فلم يجد الأقباط سوى إعداد مبنى قديم بالقرية لتجهيزه لإقامة بعض الاجتماعات قبل أربعة أشهر، حيث تم إقامة بعض القداسات في منتصف الأسبوع بعيداً عن أيام الجمعة والأحد، إلي أن أغلق الأمن المكان.

وقف الصلاة

وتوجه وفد من كهنة الايبارشية لسلطات الأمن بقنا لطرح الأمر، وبعدها تم تنظيم جلسة مع الكهنة بجهة أمنية رفيعة بالقاهرة وتم الاتفاق على الصلاة يوم الأحد فقط، لحين تقنين الأوضاع رسمياً، وهو ما أسعد وكيل الايبارشية وسكرتير الايبارشية والقمص مكارى، وفى أثناء طريق عودتهم لقنا جاء اتصالا لهم بوقف كل شيء، وهو ما أصاب الجميع بحالة من الحزن والإحباط، وكانت الحجة الصبر لبعض الأيام لحين تهدئة الأوضاع وتهيئة أهالي القرية، وكانت بداية صوم الميلاد المجيد، ليتم وقف الصلاة في هذا المبنى القديم مع عدم الرد على الملف بخصوص الأرض الجديدة القريبة من المبنى القديم .

استغاثات.. عايزين نصلى

وكشفت مصادر قبطية بالقرية أنه أمام تجاهل الرد على ملف الكنيسة بعد مرور عام كامل، بينما يمنح القانون مهلة 4 أشهر فقط للرد، ذهب كاهن الكنيسة القمص مكارى، للأرض الجديدة وقام بوضع قاعدة خرسانية بالأرض، على اعتبار ان عدم رد المحافظة يعتبر موافقة طبقا للقانون ، ولكن تحركت قوات الأمن وتم ضبط 4 أقباط هم أصحاب الأرض الذين قاموا ببيعها للمطرانية، رغم ان الأرض هي ملك الأنبا تكلا وتم عقد جلسة مع الأمن وبعد مناقشات طويلة، تم الاتفاق على إزالة القواعد الخرسانية وخروج الأقباط ، وبالفعل ذهب الأقباط وأزالوا القواعد الخرسانية عن طريق الأقباط أنفسهم >

وتضيف المصادر ان الكنيسة وأقباط القرية أرسلوا عدة استغاثات وفاكسات إلى رئيس الجمهورية ووزير الداخلية ، من أجل إتاحة الحق للأقباط للصلاة داخل المبنى يوم 31 في رأس السنة وليلة العيد 6 يناير. وحملت الكنيسة الأمن المسئولية في حالة حدوث اى شيء للأقباط ، وفوجئنا ان الأمن أرسل أمس قوى أخرى للكنيسة ودخل بعض أفراد الأمن، ليجدوا بعض الأقباط والقرابنى. فاصدر الأمن قرار بمنع دخول أو خروج اى شخص من قرية فاو بحري وقاموا بالاتصال بكاهن الكنيسة القمص مكارى وذهب مع القمص اكسيوس أنبا بيشوى والقمص إبرام شحاته وعلمانى للمقر الامنى بنجع حمادى لمناقشة الأمر.

وطالب الأمن من الكهنة بضرورة إخراج الأقباط من الكنيسة وغلقها، وإنهم لن يسمحوا لأي كاهن الدخول للقرية حرصاً على مشاعر مسلمي القرية، وهنا تساءل الكهنة عن مشاعر الأقباط المحرومين من الصلاة، وان ما يحدث يخالف توجهات القيادة السياسية للبلاد التي تعلى حرية ممارسة الشعائر، بينما في قرية فاو بحري 4 ألاف قبطي عاجزون عن الصلاة .

ورغم التواجد الأمن المكثف وفى العاشرة مساء أمس اشتعلت النيران في احد منازل أقباط القرية شرق القرية وسط الزراعات لصاحبه صلاح حشمت عدلي وتم إخماد الحريق دون إضرار بشرية أو الماشية التي توضع في المنزل .

 

ضبط خمسة أقباط

و قامت سلطات الأمن بضبط 4 أقباط، هم أصحاب المنزل الذي اشتعلت فيه النيران، فضلاً عن قبطي قام بنشر صور للحريق على موقع التواصل الاجتماعي، كما تم القبض على 6 مسلمين، أحدهم نسب له الأهالي حث سكان القرية على رفض وجود كنيسة، وتم التحفظ على الجانبين لتهدئة الأوضاع .

يذكر أنه في أبريل 2006 م تعرضت منازل مملوكة لعدد من أقباط قرية “فاو بحرى” لهجوم من تسبب في إشتعال أربعة منازل، والاعتداء على محلين تجاريين بسبب ما تردد أنذاك عن شروع الأقباط في بناء كنيسة حيث كان الأقباط يصلون في جمعية قائمة منذ أكثر من 70 عاماً بشكل قانوني ومسجلة بوزارة الشئون الاجتماعية، وهي مبنية بالطوب الأخضر وهي تقدم خدماتها لأهل القرية من الأقباط في صورة مدارس أحد، وندوات، بجانب الأنشطة الاجتماعية ونظرا لتهالك المبنى تقدموا بطلب لإحلال وتجديد وحصلوا على التصاريح وإثناء عملية الهدم بدا الهجوم على الأقباط حتى تم عقد جلسة عرفية وتم الاتفاق على إلغاء تصريح الإحلال والتجديد وتم وقف كافة الأعمال ومنذ هذا الوقت لم يجد الأقباط موقع للصلاة .

 

فشل أقباط “فاو بحري” بقنا في إقامة صلاة رأس السنة والتحفظ على 5 اقباط و6 مسلمين

Recent Posts

Leave a Comment