حافظ المرازي ـ
رغم أن البنك المركزي المصري أعطى كل البنوك أجازة وعطلة يوم الأحد لضمها الى العطلة الرسمية اليوم التالي بشم النسيم، لكن الحكومة لم تعط يوم الأحد إجازة رسمية بمناسبة عيد القيامة، ولا يبدو ذلك حرصا على عدم تعطيل عجلة الإنتاج (!) لأنها اعطت في اسبوع واحد ثلاث عطلات رسمية، منها شم النسيم، الذي قد يعتبره بعض السلفيين وثنيا فرعونيا، لكن الحكومة لا تأبه بتحفظاتهم، وإجازة عيد تحرير سيناء بمحادثات طابا، تكريما لإنجاز مبارك، (رغم أن ٦ اكتوبر هو الأساس في ذكرى التحرير)، وأخيرا، عيد العمال، في أول مايو، الذي لم يعد العالم الشيوعي الذي أنشأه موجودا، ولا العمال عندنا او مصانعهم في حلوان والمحلة ليحتفلوا به!
بالتالي، يبقى غريبا رفض حتى استبدال إحدى هذه العطلات الرسمية، التي تجاوزتها الأحداث، بعيد القيامة، أي أهم عيد في السنة عند المسيحيين المصريين، «عيد الفطر» بعد الصوم الكبير، والذي يأتي ضمن سلسلة أعياد مصرية أصيلة، بغض النظر عن الدين، في أسبوع الآلام: خميس العهد، الجمعة اليتيمة/العظيمة ، سبت النور، أحد القيامة وإفطار الصوم، ثم شم النسيم: الاثنين.
التفسير الوحيد لرفض الدولة المصرية اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية، ولو لاعتبارات عملية، هو أن مسئولين أمنيين او عسكريين في النخبة الحاكمة منذ ١٩٥٢ لها إما مرجعية دينية ريفية سلفية، أو حسابات سياسية أمنية خاطئة لعدم إثارة الأغلبية “السايبة” لصالح الأقلية “المربوطة” التي لا تملك سوى القناعة بأن عطلة واحدة بعيد ميلاد مجيد وزيارة الرئيس لكنيسة مفتوحة أفضل من لا شيء ، «لو تركوا علينا المتطرفين واستفزوهم» !
لو أثار مسيحي مصري هذا الموضوع ، فسنعتبره نزعة طائفية، لكنني كمسلم مصري، أرى أن هذه قضية وطنية تسعى إلى الوحدة الوطنية الحقيقية بدل “بوس اللحى” الفارغ وعدم المصارحة والاكتفاء بتبادل التهاني على وسائل الإعلام الموجه، واحتفال فوق السجادة بينما كنسنا كل التراب تحتها.
نعرف أن الرئيس، الذي له نفس المرجعية الدينية، المؤمنة بالميلاد وليس القيامة، لا يذهب الى الكنيسة للتهنئة بنفسه، بل يرسل مندوبا في عيد القيامة، بينما يحرص على أن يحضر بنفسه احتفال عيد الميلاد المجيد.
ليس المطلوب ان تضغط وزارة الداخلية أو الجهات الأمنية للحصول على فتوى بجواز الاحتفال بالعيد كإجازة، ولو من بعض رجال الدين أو الشيوخ الذين ترسلهم للاحتفال بعيد القيامة مع القساوسة والمسجونين المسيحيين، لصور دعائية فارغة عن الوحدة الوطنية، وحسن ضيافة النزلاء/المسجونين. ولا نطلب ان يضغط أحد على الأزهر او المفتي ليسمح بالعطلة، فلم يطلب أحد موافقتهم على شم النسيم أو عيد العمال.
مطلوب قرار مدني وطني شجاع من العام القادم: بعطلة رسمية لعيد مصري أصيل، عيد القيامة المجيد، الذي ننتظره كمصريين، مسلمين ومسيحيين، كل عام، بين سبت النور وشم النسيم.
ـــــــــــــــــــ
حافظ المرازي إعلامي مصري أمريكي (*)
حافظ المرازي ـ
رغم أن البنك المركزي المصري أعطى كل البنوك أجازة وعطلة يوم الأحد لضمها الى العطلة الرسمية اليوم التالي بشم النسيم، لكن الحكومة لم تعط يوم الأحد إجازة رسمية بمناسبة عيد القيامة، ولا يبدو ذلك حرصا على عدم تعطيل عجلة الإنتاج (!) لأنها اعطت في اسبوع واحد ثلاث عطلات رسمية، منها شم النسيم، الذي قد يعتبره بعض السلفيين وثنيا فرعونيا، لكن الحكومة لا تأبه بتحفظاتهم، وإجازة عيد تحرير سيناء بمحادثات طابا، تكريما لإنجاز مبارك، (رغم أن ٦ اكتوبر هو الأساس في ذكرى التحرير)، وأخيرا، عيد العمال، في أول مايو، الذي لم يعد العالم الشيوعي الذي أنشأه موجودا، ولا العمال عندنا او مصانعهم في حلوان والمحلة ليحتفلوا به!
بالتالي، يبقى غريبا رفض حتى استبدال إحدى هذه العطلات الرسمية، التي تجاوزتها الأحداث، بعيد القيامة، أي أهم عيد في السنة:عند المسيحيين المصريين، «عيد الفطر» بعد الصوم الكبير، والذي يأتي ضمن سلسلة أعياد مصرية أصيلة، بغض النظر عن الدين، في أسبوع الآلام: خميس العهد، الجمعة اليتيمة/العظيمة ، سبت النور، أحد القيامة وإفطار الصوم، ثم شم النسيم: الاثنين.
التفسير الوحيد لرفض الدولة المصرية اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية، ولو لاعتبارات عملية، هو أن مسئولين أمنيين او عسكريين في النخبة الحاكمة منذ ١٩٥٢ لها إما مرجعية دينية ريفية سلفية، أو حسابات سياسية أمنية خاطئة لعدم إثارة الأغلبية “السايبة” لصالح الأقلية “المربوطة” التي لا تملك سوى القناعة بأن عطلة واحدة بعيد ميلاد مجيد وزيارة الرئيس لكنيسة مفتوحة أفضل من لا شيء ، لو تركوا علينا المتطرفين واستفزوهم!
لو أثار مسيحي مصري هذا الموضوع ، فسنعتبره نزعة طائفية، لكنني كمسلم مصري، أرى ان هذه قضية وطنية تسعى إلى الوحدة الوطنية الحقيقية بدل “بوس اللحى” الفارغ وعدم المصارحة والاكتفاء بتبادل التهاني على وسائل الإعلام الموجه، واحتفال فوق السجادة بينما كنسنا كل التراب تحتها.
نعرف ان الرئيس، الذي له نفس المرجعية الدينية، المؤمنة بالميلاد وليس القيامة، لا يذهب الى الكنيسة للتهنئة بنفسه، بل يرسل مندوبا في عيد القيامة، بينما يحرص على أن يحضر بنفسه احتفال عيد الميلاد المجيد.
ليس المطلوب ان تضغط وزارة الداخلية أو الجهات الأمنية للحصول على فتوى بجواز الاحتفال بالعيد كإجازة، ولو من بعض رجال الدين أو الشيوخ الذين ترسلهم للاحتفال بعيد القيامة مع القساوسة والمسجونين المسيحيين، لصور دعائية فارغة عن الوحدة الوطنية، وحسن ضيافة النزلاء/المسجونين. ولا نطلب ان يضغط أحد على الأزهر او المفتي ليسمح بالعطلة، فلم يطلب أحد موافقتهم على شم النسيم أو عيد العمال.
مطلوب قرار مدني وطني شجاع من العام القادم: بعطلة رسمية لعيد مصري أصيل، عيد القيامة المجيد، الذي ننتظره كمصريين، مسلمين ومسيحيين، كل عام، بين سبت النور وشم النسيم.