في منطقة الاندلس بحي المرج ـ شمال القاهرة ـ يؤجر شاب اسمه مينا ٣٤ سنة ورشة نجارة .. هو شاب غلبان في حاله، معتاد يفتح ورشته ويشغل قداس بصوت منخفض من باب البركة ..
من عدة أيام دخل له الورشة شخص متعصب مشهور باسم ( أ. حريقة) في الثلاثينات من عمره معروف عنه إنه بلطجي المنطقة .. الحاج حريقة دخل لمينا الورشة وقال له: «يا نصراني يا بن كذة والكذة والكذة (من أقذر الألفاظ).. مش قلنالك قبل كده ما تشغلش الكلام ده في منطقتنا؟» ـ وكسّر له الورشة ومعدات الشغل واعتدي عليه بمطواة سببت جروح في وجهه وذراعيه ومناطق مختلفة من جسمه واستولي هو ومن معه على تليفونه المحمول وعلى مبلغ مالي كان مقدم تصنيع غرفة نوم ..
مش يسكت بقا .. طالب مينا بترك الورشة والمنطقة بالكامل ـ والغريب إن مينا وافق بسبب خوفه على أسرته ووالده المسن المصاب بالسكر والضغط. وكان الاتفاق إن مينا يرحل تاني يوم الاعتداء عليه. لكن الأغرب إنه لما راح ورشته يأخذ حاجته، طُلب منه إنه يأخذ إذن حريقة الأول!
وبعد التنفيذ كان المفروض إن مينا يأخذ موبايله، لكن حريقة رفض وكرر الاعتداء عليه هو ومن معه.
وصل الخبر لأخو مينا، برسوم، وهو شاب صغير ٢٦ سنة يعمل سواق، ولوالدهم المريض فجريوا لإنقاذ مينا، إذا بـ «حريقة» هو ومن معه يعتدي عليهم بالأسلحة البيضاء ويتم تشويه مينا واصابته بإصابات جديدة كثيرة وأيضا إصابة برسوم بجرح عميق في رقبته وجرح كبير في رجله، وأيضا الرجل المريض أصيب بجرح كبير في الرقبة وفي عدة اماكن في جسمه.
في هذه الاثناء اتصلت والدتهم بالنجدة وتدخل الجيران لإنقاذ الرجل وولديه وأدخلوهم بيتهم واغلقوا الباب الحديد ليفاجئوا بأن الحاج حريقة ورجاله طاردوهم إلى البيت وبدأوا في قصف البيت بالزجاجات الفارغة والحجارة وأطلقوا نيران خرطوش وشماريخ، وكأنهم في حرب، مما أحدث تلفيات في البيت ..
بعدها وصلت قوات النجدة وقبضت على الجميع بما فيهم أصحاب البلاغ سلمتهم لقسم المرج اللي عمل محضر ووضع الجميع في الحجز للعرض على النيابة ثاني يوم ..
لكن ما حدث في الحجز يبين مدي الإجرام ومدي الجبروت المعجون بالتعصب للمدعو حريقة هو ومن معه .. قاموا بتهديد المجني عليهم لإجبارهم على التصالح وإلا ستتعرض نساؤهم لمشاكل.. مش بس كده، بل لما يخرجوا من الحبس لازم يسيبوا بيتهم ويمشوا ـ يعني تهجير قسري ـ وإلا هيولعوا فيهم النار.
ثاني يوم تم إجبارهم على التصالح في النيابة وتم اعادتهم للقسم للإفراج عنهم بعد العرض على المباحث.
__________________
Source:
