In In Arabic - بالعربي

وطني ـ

أعلنت وزارة السياحة والآثار اكتشاف مدينة سكنية متكاملة بمدينة الأقصر تعود إلى العصر الروماني وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية بمنطقة بيت يسي أندراوس المتاخمة لمعبد الأقصر بالبر الشرقي للمدينة. وقد عثر بداخل المدينة المكتشفة عن عدد من الأواني وقوارير المياه والزمزميات.

وأكد د. مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية الكشف حيث أنه كشف النقاب عن أهم وأقدم مدينة سكنية بالبر الشرقي بمحافظة الأقصر، والتي تعد امتدادا لمدينة طيبة القديمة، مشيرًا إلى إنه خلال أعمال الحفر الأثري عثرت البعثة على عدد من المباني السكنية وبرجين للحمام من القرنين الثاني والثالث الميلادي، وعدد من الورش لصناعة وصهر المعادن بداخلها عدد من الأواني وقوارير المياه والزمزميات والمسارج الفخارية وأدوات للطحن وعملات رومانية من النحاس والبرونز.

وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن قوارير وزمزميات المياه المكتشفة تشبه زمزميات المياه المعروفة بأواني الحجاج المسيحيين، أو قوارير القديس مينا، وكانت تملأ بواسطة الحجاج من مياه البئر بالقرب من قبر القديس مينا للاعتقاد بأنها تشفى من الأمراض ويأخذونها معهم إلى بلادهم.

وقد عثر على نماذج منها بدير مار مينا بمريوط أول محطة من محطات الحج المسيحي القادمين من أوروبا قاصدين الحج إلى جبل موسى ودير سانت كاترين، كما عثر على نماذج منها في تل المشربة بدهب في الحصن الروماني الذى استخدم كمحطة من محطات طريق الحج المسيحي عبر سيناء في الفترة البيزنطية بالقرن السادس الميلادي.

ويوضح د. ريحان أن العثور على هذه الأواني بالأقصر يؤكد اتخاذ الحجاج المسيحيين نهر النيل للعبور حتى الأقصر ومنها بريًا إلى البحر الأحمر ومنه إلى سيناء والجبل المقدس. ويعد هذا اكتشافًا جديدًا حيث إن العبور التقليدي للحجاج المسيحيين القادمين من أوروبا قاصدين سيناء كان من الإسكندرية إلى حصن بابليون ومنه بريًا إلى القلزم (السويس حاليًا) ثم بريًا عبر وادي غرندل ووادي فيران إلى جبل موسى ودير سانت كاترين كمقصد للحج المسيحي. وفى العصر الإسلامي كان الحجاج المسيحيون القادمون من أوروبا يصلون إلى ميناء القلزم ومنها يبحرون إلى ميناء الطور ثم يتجهون عبر طريق وادي حبران إلى جبل موسى وجبل التجلي.

وعن قصة أواني الحجاج يوضح الدكتور ريحان أن القديس ما رمينا العجائبي ولد عام 258م لأبوين مصريين وبعد وفاة والده انضم إلى الجيش الروماني وعندما بدأ الإمبراطور الروماني دقلديانوس (284 – 305م) في اضطهاد المسيحيين أعلن اعتناقه للمسيحية. وعندما رفض الارتداد عن المسيحية أصدر أصدرت الأوامر بقطع رأسه واستشهد شابًا وعمره 24 عامًا ودفن بالإسكندرية، ولما انقضى زمن الاضطهاد نقلت رفاته إلى المكان الذى يحمل اسمه الآن بمريوط وذلك على أثر رؤيا ظهرت للبطريرك في ذلك الوقت بأنه أثناء حمل الجثمان من الإسكندرية توقف الجمل الذى يحمله في مكان معين ولم يتحرك حتى بعد أن استبدلوا الجمل بآخر لم يتحرك أيضا لذلك دفنوه في هذا المكان بمريوط حيث شيد الدير.

وشاعت شهرة القديس مينا في أنحاء العالم وجاء الحجاج لزيارة قبر القديس لنيل البركة وطلب الاستشفاء، وقام العالم الألماني كاوفمان في عام (1907م) بأعمال حفائر في الموقع وتبعه العالم بيتر جروسمان الذي عثر بين أنقاض دير مار مينا على بقايا أواني فخارية تعرف بقناني القديس مينا الفخارية من أحجام مختلفة. ويوجد بالمتحف القبطي بمصر والمتحف البريطاني والمتاحف الأوروبية مجموعات عديدة من هذه الأواني، وهذه الأواني لا يمكن أن تقوم واقفة، بل يجب حملها بواسطة خيوط تربط بين العنق والأذنين.

ومن الجدير بالذكر أن طريق الحج المسيحي إلى مصر بدأ منذ القرن الرابع الميلادي، منذ أن أنشأت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة العليقة المقدسة بالوادي المقدس في حضن شجرة العليقة المقدسة التي ناجى عندها موسى ربه، ثم جاء الإمبراطور جستنيان ليبني أشهر أديرة العالم دير طور سيناء في القرن السادس الميلادي والذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة على أحد الجبال الذى حمل اسمها وأدخل كنيسة العليقة المشتعلة ضمن أسوار الدير وأصبحت سيناء مقصدًا خاصًا للحج المسيحي إلى الجبل والدير والبعض يستكمل الرحلة من سانت كاترين إلى القدس

____________________

Edited from

https://www.wataninet.com/2023/01/%d8%ae%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a2%d8%ab%d8%a7%d8%b1-%d8%aa%d8%b9%d9%82%d9%8a%d8%a8%d9%8b%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d8%b5%d8%b1-%d8%a7%d9%84/?fbclid=IwAR34b9iX4NKfGR1JHoKYAinkfbqDMWF6GzYTe-MxcnQdaIISdqho8OVvWE4
Recent Posts

Leave a Comment