محمد فراج ـ
نشرت جريدة الأهرام في صفحتها الأخيرة (الأحد21 فبراير) خبرا عن”تدشين كرسي خادم الحرمين للدراسات الإسلامية ” بجامعة القاهرة “تحت اشراف جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية”..وهي أحد المراكز الكبري للفكر الوهابي الظلامي في السعودية !! ..
وحسب الخبر فإن أهمية انشاء “الكرسي” المذكور ” ترتكز على الحاجة لبناء جسور تواصل فى مجال البحث العلمي وتبادل الخبرات في مجال الدراسات الإسلامية…الخ”.كما يتحدث الخبر عن منح مكافآت سنوية للباحثين والطلاب ، وتكريم الباحثين المتميزين من الجامعيين…
أولا: الدراسات الإسلامية موجودة في جامعة القاهرة وغيرها من الجامعات المصرية، منذ سنين طويلة، في سياقاتها الطبيعية ( مثل الفلسفة الإسلامية في قسم الفلسفة بكلية الاداب، أو تاريخ العصور الوسطي في قسم التاريخ.. أو في كلية دار العلوم ، أو دراسات الشريعة في كلية الحقوق….الخ).
والمؤكد أننا لسنا بحاجة إلى “التبادل العلمي” مع أحد معاقل الفكر الوهابي الظلامي في السعودية.
ثانيا: ومن باب أولى فليس من اللائق إطلاقا بمصر، ولا بتاريخ جامعة القاهرة العريقة أن يكون الكرسي المذكور ” تحت إشراف” هذا المعقل الوهابي الذي يحمل اسم “جامعة إسلامية ” تحمل بدورها اسم أحد أئمة “الفكر” الوهابي.. محمد بن سعود.. عيب..
ثالثا: ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.. فالتمويل سيكون سعوديا.. وستكون هناك مكافآت، وجوائز تكريم وماشابه -حسب الخبر-.. وبالتالي فإن (من يدفع..يملك الإشراف العلمي)!!! وحق التوجيه.. فهل نخطئ اذا اعتبرنا هذا نوعا من الرشوة والإفساد للحياة الجامعية ؟؟
رابعا: أليس من العجيب والغريب أن يحدث هذا بعد أن افتضحت أمام العالم كله العلاقة بين الوهابية والارهاب؟؟!!.. وهل نحن بحاجة إلي فتح مجالات جديدة للتمدد أمام “الفكر” الظلامي.. وفي قلب أهم مركز (مفترض) للتنوير في بلادنا..أعني جامعة القاهرة ؟؟!!
خامسا: من الذي وافق على هذا الاختراق الوهابي لأهم جامعاتنا ؟؟ هل هو الدكتور الخشت ، الذي يجري تقديمه كأحد (دعاة التنوير) البارزين !! أم جهات أعلي؟؟ وهل نحارب الإرهاب ودعاته بيد ، لنفتح الأبواب باليد الأخرى أمام أجيال جديدة من المنظرين له.. وفي قلب جامعة احمد لطفي السيد ، وطه حسين، ومصطفي مشرفة.. وغيرهم من كبار العلماء ودعاة التنوير المصريين ؟؟!! وهل أصبحت كبري جامعاتنا مستباحة أمام المال النفطي إلى هذا الحد؟؟!!
من يوقف هذا العبث ؟؟؟
