د. فؤاد عبد المنعم رياض ـ
الخطر الحقيقي على كيان مصر ليس الإرهاب، بل التعصب الإجرامي ضد شطر أصيل من الأمه المصرية وعدم تصدي الدولة بجديه لمنعه.
ليس خفيا أن ما نشهده من اعتداء إجرامى متواصل على المواطنين الأقباط فى مختلف انحاء مصر من هدم للكنائس وطردهم من قراهم وحرق منازلهم ومنعهم من إقامة شعائرهم الدينية بل قتل رجال الدين من كبار وصغار، ليس أمرا عرضيا أو مرتبطا بالإرهاب، بل نابع من إحساس عميق لدى غالبية المسلمين المصريين من عامة الشعب وأنصاف المتعلمين بخطورة الدين المسيحى على الدين الاسلامى والرغبه فى إبعاد معتنقيه.
وليس هذا بالأمر المستغرب اذا تبينّا ما يخضع له كل مسلم مصري منذ نشأته من تشويه للدين المسيحى فى التعليم وفى وسائل الاعلام والحض على عدم التعايش الودى بين الأقباط والمسلمين وعدم جدارة الأقباط بالمشاركه الفعليه فى إدارة شئون الدوله بل اعتبارهم فى العديد من أنحاء مصر من الغرباء ذوى الدين المعاد للاسلام وحرمانهم من الأمان والعديد من الحقوق التى يجب أن يتمتع بها كافة المواطنين.
ولم ينمو كل ذالك مع انتشار وباء الإرهاب، بل هو نفسه ظاهرة مستقله تشكل تهديدا لكيان الدوله ذاته وتفكيكها… ولم يعد هناك بد من قيام كافة سلطات الدوله من اتخاذ موقف حاسم للحيلوله دون هاذا التفكك بشجاعة على جميع المستويات، فيجب أن تتنبه الدولة إلى أن مايحدث من جرائم ضد الأقباط ليس بالامر العرضي بل هو الآن أسلوب للحياه الاجتماعيه القائمه على عدم قبول الآخر.
ويجدر بالدولة أن تبدأ بوضع حد حاسم لأي تمييز سياسي ضد الأقباط فى مجال المناصب القياديه بل حتى العادية فى الدولة وعدم التراجع عن أى خطوه ضد هذا التمييز بعد أن تتخذها كما حدث فى مجال تعيين المحافظين الذى تراجعت الدولة فيه خشية إغضاب المتعصبين، وكذالك الإقدام على تأسيس مجلس قومي لمراقبة أى مخالفه لمبدأ المساواه بين المواطنين فى كافة الوظائف فى مصر وفرض عقوبة رادعة على كل مرتكب لهذه المخالفه كما طالب بذالك المجلس القومى لحقوق الانسان مرات عديدة.
وحري بالدوله كذالك ألا تتهاون فى حماية الأقباط خاصه فى قرى مصر حيث يلقون العديد من أنواع الاضطهاد كما لمست بنفسي عند تولي رئاسة لجنة تقصى حقائق أحداث 30 يونيو سنه 2013 بل لمست كذالك تقاعس بعض أجهزة الدولة عن مد يد العون لحماية المعتدى عليهم من الأقباط واتخاذ ما يلزم لعدم تكرار هذه الاعتداءات والتحريض عليها فى خطب الجمعة.
ويتعين على الدولة كذالك اتخاذ كافة الخطوات اللازمة للقضاء على كافه أنواع الدعوة إلى التفرقه الدينيه بين أبناء مصروبذر بذور الوحدة وقبول كافة المصريين لبعضهم البعض دون أي تمييز وذالك فى كافة أنواع التعليم ومن أهمها وسائل الإعلام المختلفة الموجهة لكافة طبقات الشعب.
وغني عن البيان مدى تأثير خطب الجمعه وكذالك الفتاواى المنتشرة دون أي ضابط على فكر غالبية الشعب المصرى خاصة البسطاء منهم، وكذالك كل من يحرص على اتباع التعاليم الدينيه الصحيحه ومهما قام مثقفوا مصر من محاولات لانقاذ مصر من النتائج الوخيمة لإسلوب حياتنا المؤدى لتفكيك مصر فإن السبيل الحقيقى لإخراجنا من مستنقع التفرقه على أساس الدين وعدم قبول الاخر بل الرغبة فى التخلص منه هو اتخاذ الدولة لكافه الخطوات العمليه لانتشال مصر من هاذ المستنقع دون تردد أو خوف من القوى الرجعيه التى رجعت بنا إلى أسوا العصور السابقة