In In Arabic - بالعربي

أليتيا ـ

تعود مسألة متحف “آيا صوفيا” إلى الواجهة من جديد، بعدما أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساعديه بإجراء دراسة شاملة للعمل على تغيير وضع “آيا صوفيا” من متحف إلى مسجد، ولاسيما بعد تلاوة سورة الفتح في حضوره عبر الإنترنت.

في الموازاة، اصطدمت رغبة الأخير برفض البرلمان التركي مقترح تحويل متحف “آيا صوفيا” إلى مسجد مجدّدًا بأصوات نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في حين تحفّظ نواب حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي الكردي عن التصويت.

وقال نائب حزب العدالة والتنمية محمد موش: إننا نرفض اليوم مقترح تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد لكننا سنتّخذ الخطوات اللازمة لفتحه في تموز المقبل.

وكان أردوغان قد أثار جدلًا واسعًا بعد قراءة سورة الفتح في متحف “آيا صوفيا” في ذكرى غزو إسطنبول، ما أثار حفيظة المسيحيين في مختلف أنحاء العالم.

في سياق متّصل، أكد الرئيس التركي أنه سيُقيّم كل شيء ويتحدّث عنه، بعد دراسة شاملة للعمل على تغيير وضع المتحف وإعادته إلى مسجد.

وقال أردوغان في اجتماع اللجنة التنفيذيّة لحزب العدالة والتنمية: سيتمكن السيّاح من زيارة “آيا صوفيا” إذا أصبح مسجدًا، مثل المسجد الأزرق في ساحة السلطان أحمد، وستُقام فيه الصلاة، مضيفًا: إن الشعب التركي هو من سيحدّد مصيره.

وأثارت هذه التصريحات جدلًا مع أثينا، فتصدّرت صفحات الصحف اليونانية عناوين تهاجم أردوغان والأتراك، منها “أردوغان يعلن التحدّي”، “تحدّي غير مسبوق من الأتراك”.

في المقابل، شدّد الأخير على أن موضوع “آيا صوفيا” حقوقي، لافتًا إلى أن الاحتجاج اليوناني على خططه لتحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد تَدَخُّلٌ في الشؤون التركية.

وتجدر الإشارة إلى أن متحف “آيا صوفيا” كان كاتدرائيّة في السابق، ويُعدّ من النصب التذكارية التي تمثّل العمارة البيزنطية، وتمّ بناؤه بين عامي 532 و537 بتوجيه من الإمبراطور جستنيان الذي قرّر تكريس مجد “القسطنطينية” ليحوّلها فيما بعد السلطان محمد الفاتح إلى مسجد، وبقيت “آيا صوفيا” مسجدًا طوال 481 سنة، وحوّلها الرئيس الراحل مصطفى كمال أتاتورك العلماني إلى متحف في العام 1934.

ويستطيع الزائر أن يلحظ تداخل المعالم الدينيّة المسيحية في متحف “آيا صوفيا” والفسيفساء من الفن البيزنطي، إلى جانب الزخارف الإسلامية التي صُنعت في العهد العثماني، وأدخلت على جُدرانها لاحقًا، وتحديدًا بعد سقوط “القسطنطينية” (إسطنبول) على يد السلطان محمد الفاتح.

ويُثير قرار تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد حفيظة الدول الأوروبيّة، وعلى رأسها اليونان التي ترى في هذه الخطوة استفزازًا لمشاعر المسيحيين.

متحف “آيا صوفيا” إلى الواجهة من جديد… هل تتحوّل الكاتدرائيّة القديمة إلى مسجد؟

Recent Posts

Leave a Comment